أخبار الموقع

رجل مخابرات سعودي كبير في تل ابيب.. هل هي مقدمة لفتح سفارة في تل ابيب ؟

رجل مخابرات سعودي كبير في تل ابيب.. هل هي مقدمة لفتح سفارة في تل ابيب ؟


ينكر أنور عشقي، الجنرال السعودي، زياراته إلى إسرائيل، إذا اتصلت به، سيردّ عليك من هاتفه الجوَّال: "أنا في تل أبيب، يمكن أن نتكلَّم في وقت لاحق".
صحف عربية تتعامل مع زيارة "عشقي" حاليًا إلى "تل أبيب" باعتبارها مقدمة لسلسلة زيارات، إلا إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالطرفان بينهما مصالح مشتركة، والأهم من ذلك بعد عودة "تيران وصنافير" إلى السعودية، أصبح بينهما "حدود مشتركة".
أرادت السعودية أن تخرج بعلاقاتها مع تل أبيب إلى العلن، فأرسلت وفدًا رفيع المستوى يضم أكاديميين ورجال الأعمال برئاسة "عشقي"، اللواء المتقاعد في المخابرات السعودية، والذي يَعتبر "التقارب" برّ الأمان للجانبين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" إن ضابط المخابرات السعودي دخل في عدّة لقاءات مغلقة مع مسؤولين إسرائيليين خلال الزيارة التقى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية "دوري جولد"، وأعضاء معارضين بالكنيست.
وناقش "وفد الرياض" مع الإسرائيليين "السلام الدافئ" و"تطبيع العلاقات" مع الشرق الأوسط.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى لقاء "سرِّي" بين الطرفين جرى في أحد فنادق القدس، حيث التقى "عشقي" الجنرال يؤاف مردخاي، منسق شئون الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، في لقاء ضم "جولد" أيضًا، وخرج منه إلى لقاء عابر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من المسؤولين الفلسطينيين في "رام الله".
لا يبدأ "السلام الدافئ" من تل أبيب، إنما تخرج حالة الملاطفة من الرياض، حيث لا مصالح دائمة ولا خلافات أبديّة، وخلال اجتماعه بأعضاء الكنيست ذكرهم "عشقي" بأن "جولد" أصدر كتابًا قبل عشر سنوات يهاجم فيه السعودية بعنوان "مملكة الشر"، وقال إن مسؤول الخارجية الإسرائيلية اعتذر عن الكتاب، وقال إنه كان مخطئًا فيما كتبه.. والآن.. الظروف اختلفت.. والطرفان يبحثان عن "علاقات حميمية".
هذا ما فسَّرت به أغلب التحليلات الوفود والزيارات، التي اعتبرتها مفاجئة بين البلديْن، إلا أنّ اللقاءات قديمة بدأت بلقاء الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق، بـ"موشيه يعلون" العام الماضي، ومقابلة "شبه رسميّة" أخرى مع مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، اللواء يعقوب عميدرور.
خرج "الفيصل" بوجهة نظر حول "إسرائيل" تقول: "أملي هو أنه في حياة أبنائي وأحفادي نكون قد تجاوزنا هذه الخلافات، ونكون كما قلت سابقا أشخاصا توصلوا إلى السلام ويمكنهم العمل معا من أجل وضع أفضل للإنسانية. لذلك، هذا هو الموقف اليوم، وسألتقي الجنرال مجددا في مناسبات أخرى كما قلت سابقا".
وتمنى: "أملي الأكبر، وأتمنى أن يمكنني تحقيق ذلك غدا، هي أن أذهب للصلاة في القدس".
من هنا، امتدّ الخيط الرسمي للصلح الدائم، والتطبيع مع إسرائيل، وحين وصل إلى أنور عشقي، الذئب السعودي، أمسك به، ونسجه إلى عدّة لقاءات وصفقات وزيارات لإذابة الثلج بين البلدين، وهو ما يتوقف – من وجهة نظره – على مواقف الحكومة الإسرائيلية من مبادرة السلام العربية، فلا بد من حل "الدولتين" أولًا.
وقتها، ستبدأ السعودية في إنشاء سفارة لها في "تل أبيب" فورًا، وفقًا لـ"عشقي".
تدفع "صحف الرياض" بأن الزيارة ليست رسميّة، وإنما باحث سعودي – في إشارة إلى "عشقي" – يزور "تل أبيب" ويلتقي مسؤولين لأغراض علميّة تخصّ مركزه، ورأيه لا يعبر إلا عن وجهة نظره الشخصيّة. يدعم وجهة النظر تلك أن اللقاءات لم تكن في مكتب حكومي، أو جهة سيادية، إنما في فندق "الملك داود" بالقدس المحتلّة، صاحب التاريخ الطويل في استضافة "المؤامرات والصفقات واللقاءات" الرسميّة "المتنكِّرة" في "أزياء" غير رسميّة.
وهل ينفي فندق "الملك داود" أن "عشقي" لاعب أساسي في المفاوضات؟
الإجابة تدفعك إلى فتح السيرة الذاتية للجنرال السعودي المتقاعد (72 عاما): شغل عدّة مناصب بالجيش السعودي، وعمل في وزارة الخارجية، ويرأس حاليًا المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية.
لا يشير "سجل وظائف" الجنرال الغامض إلى "توتر" بينه وبين القصر لكي يقوم بجولات بهدف إحراجه، وحتى لو كان كذلك، فلا يمكن أن يدخل "تل أبيب" دون موافقة حكومية حتى لو كانت الزيارة غير رسميّة.
ما الرسائل التي قصد "عشقي" توصيلها من وراء الزيارة؟
كان يريد أن يقول أنّ السعودية تتجه إلى "العلاقات العلنية" ولديها الجرأة والثقل الدولي والعربي لفرض موقفها ووجهة نظرها على الجميع، والآن، بدأت مرحلة التحالف مع عدو إقليمي سابق دون فرض شروط تخص القضية الفلسطينية.
توقيت الزيارة، الذي تلا دعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى "حل الدولتين" مباشرة، يمنح مبادرة السلام العربية دعم "شرق أوسطي".
وما الذي قصدته "تل أبيب" من استضافة "عشقي"؟
الحوار المستمر يمنح إسرائيل حيوية واقتحام أكبر للشأن العربي، لا أحد يرفض التحالف معها، بعض الدول الكبرى تريد القرب منها، وأن تكون بينهما "حدود"، وهو ما يثبت به "نتنياهو" – للعالم والمعارضة - إن سياسته تجاه فلسطين مرضية للزعماء العرب، وليست عقبة في طريق "التقارب والتحالف" العربي الإسرائيلي، المعروف بـ"السلام الدافئ".

ليست هناك تعليقات