أخبار الموقع

8عادات مصريّة مرتبطة بعيد الأضحى: «الكبدة» في الفطار والفتّة وصينية الرقاق وجبات أساسية تعرف عليها

طقوس مصريّة مرتبطة بعيد الأضحى: «الكبدة» في الفطار والفتّة وصينية الرقاق وجبات أساسية



«عيد اللحمة» هكذا ينعت المصريون الأضحى، فيكتسب دونًا عن كافة مواسم الأعياد ذكرى دسمة مُحببة للنفوس، تمامًا كالضأن الشهي، بطل المرحلة. وسواء مذبوح أو مطهو أو موزع على  الأقارب والفقراء والجيرة، يحافظ اللحم على موقع الصدارة في قائمة اهتمامات المُحتفلين بالعيد، متفوقًا على منافسيه من طقوس الاحتفال المعتادة، بدايةً من أفلام شباك التذاكر، وحتى الزيارات العائلية وحملات «البمب» والصواريخ، حيث تكمن روح الأضحى وقمة نشوة المحتفلين به، في فرحة وصول الأضحية الحية قبل حلول العيد، وسط صياح الصغار الصاخب، وفخر الكبار الخجل،  لتكتمل البهجة بوصول أكياس اللحم الدافئة لمستحقيها، ومن ثم استمتاع الجميع بقسط وافر من الراحة.


ولعزف عيد «اللحمة» على نغمات بهجة غير مأهولة، وطقوس غير اعتيادية يجددها وحده كل عام، تستقطع «المصري لايت» عدة صفحات مصرية فريدة من كتيب احتفالات عيد الأضحى.
8. بشائر وضيوف

تهل بشائر الأضحى مع عدد من الزوار غير المألوفين، في مقدمتهم  مُبدعة أحد المكونات الرئيسية لطبق عيد الأضحى الأشهر، «صينية الرقاق باللحم». فعادة ما تحجز ربات المنازل المصريات موعد سنوي لدى سيدة ريفية تتمتع بقدر من الخبرة والمهارة في صنع خلطة الدقيق والماء بمكايلها المنضبطة لصنع « الرقاق» البلدي.
وتتعلق سمعة الضيفة الماهرة بقدرتها على قطع المسافة من قريتها الريفية لمنزل زبائنها دون إلحق أضرار تُذكر بكيلوهات «الرقاق» الهش الذي تحمله على رأسها في صناديق كرتونية متداعية. وعلى الرغم من قصر زمن زيارتها السنوية لدى بعض العائلات، والتي لا تتجاوز دقائق معدودة، إلا أن وصولها يحمل فرحة عارمة لقلوب الصغار، ممن يلتفون حول الصناديق طمعًا في اختلاس بعض الرقائق الهشة لأغرض « القرمشة».
خروف
أما لحظة وصول « الكبش» الظريف لمنزل صاحب الأضحية، مُكبل الأيادي والأقدام بخيوط من الدُبارة «خِلف خلاف» فتمثل صفارة بدأ مارثون الاحتفال، حيث يقوم  الأطفال بتزين «فروة الخروف»  للاحتفال، ويصرون على إطعامه بأنفسهم  وبالبقاء في خدمته خلال أيامه القليلة المتبقية في عالمنا، بوصفة الضيف المصري الأخف على قلب مُضيفه.
 
7. مشتروات مُميزة 

وبخلاف الأعياد التقليدية، تنحرف بهجة عيد الأضحى عن مسار العثور على «ملابس عيد» مناسبة للصغار، أو كيلوات من السمن والسكر والدقيق الفاخر، لصناعة الكعك المرغوب، حيث تتجه الأسرة مُباشرة لمتاجر غير مألوفة، لا توحي بروح العيد المُرتقب إنما تحمل الأدوات اللازم لإتمام مهامه. حيث تبتاع الأسرة أدوات جديدة للجزارة، خاصة ما إذا كان الأب هو الشخص المضطلع بذبح أُضحية العيد، ولأغراض توزيع اللحم تُجدد الأسرة مخزونها من الأكياس البلاستكية الشفافة والحقائب المتينة، فضلاً عن بطل المشهد الأهم الذي تلجأ الأسرة إليه لمزيد من الإنصاف في تحديد نصيب كل حقيبة من اللحم، أي «ميزان المطبخ». أما في حال تذمر  صغار الأسرة على نمط مشترواتها الجافة راغبين في مزيد من اللهو والسلع المُفرحة فإن حال الأسرة ينتهي باقتراض ضروري لـ «مَسن جامد» لحظة الدبح.
6. ذبح الأضحية
خروف
بعد الانتهاء من أداء صلاة العيد، بتكبيراتها المُحببة وأجوائها المُميزة، يعود المحتفلون لمنازلهم مرة أخرى، لا للتزود بفطور دسم من الكعك المُشبع بالسمن البلدي لانطلاقة سريعة في مارثون الزيارات العائلية، بل لمُباشرة طقوس نحر الأُضحية التي ينتظرها الكبار على أحر من جمر، ويتجنبها بعض الصغار خشية قسوة الموقف.
وكأنها جملة اعتراضية جذابة وسط نص مُعقد، تنتهى طقوس النحر متعجلة مع الساعات الأولى لنهار أول أيام العيد، فتستمتع بعض الأسر بمزيج من أحشاء الأُضحية المُشوحة اللذيذة كفطور غير تقليدي طاغي في الدسامة، ما بين الكبد الدافىء والكلاوي وغيرها من «حلويات الذبيحة». ممن يجعل أغلب مظاهر الاحتفال الاجتماعية بطلت فترات المساء وبعد الظهيرة حيث ينتهي الجميع من المهمة الشاقة وتوابعها.
5. موسم الوفاق 
cow
مهما بلغت شدة الخلافات العائلية والأسرية بين الأخوة وأبناء العمومة وغيرهم، عادة ما يتمكن ثلث الأُضحية المُخصص للأقارب والمعارف من حل الأزمات. حيث يعتبر موسم عيد الأضحى هو الأمثل للقاء الأطراف المتنازعة مرة أخرى في سياق رحلات «توزيع اللحم » المُقدسة، فتتبادل أكياس اللحم وكلمات الاعتذار والمحبة. وربما يحل الوفاق قبل موسم الذبح بعدة أسابيع، حيث يجتمع المتنازعون قبل حلول العيد بأيام لإعادة « المية لمجاريها» والاشتراك في أُضحية كُبرى معًا، كعربون سلام دائم،  مابين الجمال والعجول. غير أن السيناريو له ان يتجدد مع الأضحى المُقبل فلا داعي للعجب.
4. مندوب الأسرة 
d
ينتظر الصغار موسم العيد بفارغ الصبر، فيتسلحون بأكياس «البومب» وعُلب الصواريخ، وينتظرون الإشارة السحرية من الأقران والأصدقاء للانطلاق في رحلة لهو احتفالاً بقدوم العيد، غير أن لعيد الأضحى خطط مغايرة للمغامرين الصغار، حيث تبدأ احتفالاتهم الخاصة بعد الانتهاء من أداء مهام مناصبهم الرسمية كـ«مندوبي الأسرة»، حيث تبعث العائلات بأحد صغار أبنائها في رحلة مُطولة لتوزيع اللحم على الجيرة والأقارب والمُستحقين. وعلى الرغم من أن المهمة تتطلب تنزه في جوار منزل العائلة، إلا أنها تفتقد المتعة واللهو وتقع في نفس بعض الصغار كعبء ثقيل، يلاتشى مع رحيل آخر كيس بلاستكي مُدمي لصاحبه، فيحل عيد الصغار متأخرًا مع قليل من المسؤولية.
3. مُنادي مرغوب
في الظروف الاعتيادية تحاول الأسرة بكافة الطرق الممكنة تلافي إزعاج الباعة الجائلين، وما يطلقونه من نداء موسيقي مستساغ في بعض الأحوال، غير أن طقوس التفاعل مع الباعة المتجولين تتبدل مع حلول عيد الأضحى،  حيث ينتظر رب الأسرة نداء الجزار المتجول بفارغ الصبر لإتمام عملية الذبح، وترهف أذنيه السمع لعبارة «السنان» الشهيرة «أسن السكينة أسن المقص وسكينة الجزارة» طمعًا في تحضير الأدوات.
أما لصفقة مُربحة للتخلص من الفضلات، ينتظر الجميع مرور عامل سخي بمجال الدباغة أسفل النافذة، يقبل شراء «فروة» الخروف الفقيد لإعادة تدويرها في الصناعات الجلدية،  فتتحول الأسرة في هذه  الحالة لدور البائع المقاوم بشراسة لعملية «الفِصال» ليحقق طرفى المعادلة أفضل ربح مقبول.
2. جولات تنظيف متكررة
تنفيض
«تنفيضة العيد»، نوبة تنظيف هستيرية تُصيب المصريين قبل حلول العيد بأيام قليلة، فتُجدد كافة أركان المنزل وتُعطر بعد إضافة كسوة  ناصحة البياض من المفروشات النظيفة، لتُصبح المنازل أكثر ترتيب وراحة وقت الاحتفال. غير أن عيد الأضحى عادة ما يحرم الأم المصري متعة تأمل منزلها البراق بعد جولة تنظيفه المُرهقة، فما أن تبدأ إعدادات نقل الأُضحية لمحل ذبحها داخل المنزل مع أول ساعات العيد، حتى تتكلف الأم عناء  تنظيف مُخلفات المسيرة المُقدسة، فضلا عن نتظيف مخلفات عملية ذبح وتوزيع أقسام الأُضحية غير المحمودة.
إلا أن الصراع لم ينتهي بعد، فما أن تستقر الأسرة بعد جهود التوزيع، حتى تبدأ الأم آخر جولات النظافة والتطهير الاحتفالية، حيث تقوم بحملة موسعة  شديدة الحراسة داخل جدران المطبخ لتنظيف أحشاء وأمعاء الذبيحة، تمهيدًا لتقديم أشهى الأطباق المصرية كـ« الممبار» مع آخر أيام العيد وبعد قسط من الراحة.
1. مينيو خاص
تتربع على قمته «الفتة» المصرية المُعززة بصلصة الخل والثوم ومكعبات لحم الطأن الطازج، ويليها  مشويات اللحم الأحمر على جمر الفحم المنزلي إلى جانب « الرقاق» التقليدي، الذي ما يلبث أن يتحول مع حلول ثاني أيام العيد لتحفة شبة هندسية متلاصقة الطوابق، قوامها لحم الضأن المفروم و«المونة» طبقات من السمن الشهي، وبالطبع «الممبار» المحشو بالأرز المُتبل. هكذا تتركب قائمة الطعام المصري الرسمية خلال موسم عيد الأضحى، حيث يبدأ مارثون الاحتفال بالطعام منذ لحظة شواء «كبد» الذبيحة صباح العيد وتستمر في مخالفة واضحة لآداب مُعاملة المعدة، فتحقق لملتهمها اكتفاء تام من الدسم لأشهر لاحقة، بتنوعها  مفرداتها الجذابة.
فتة

ليست هناك تعليقات