«نوال» من داخل محل كشرى: أقشر 450 كيلو بصل يوماتى.. وإيدى تتهرى ولا اتحوج لولادى!
«نوال» من داخل محل كشرى: أقشر 450 كيلو بصل يوماتى.. وإيدى تتهرى ولا اتحوج لولادى!
«نوال» لا تترك السكين طوال فترة عملها فى المحل
جسد نحيل ووجه مجعد
يظهر عليه الشقاء والإجهاد، فرغم كبر سنها تعمل وتكافح وكأنها ابنة
العشرين من العمر، وتشعر بكبرياء وكرامة يمنعانها من سؤال الغير، حتى إن
كانوا من أقرب الناس إليها.
فى أحد محال الكشرى بمنطقة شبرا الخيمة، تجلس
«نوال يوسف»، 69 عاماً، لساعات طويلة تقشر حبات البصل وتقطعها، لتظفر فى
نهاية اليوم بـ40 جنيهاً، تنفقها على إيجار الشقة والمأكل والعلاج، فى
الوقت الذى تعانى فيه من إهمال أبنائها الـ7 لها «3 شباب و4 بنات»، فجميعهم
انشغلوا بأسرهم وتركوها تصارع الحياة وحدها دون سند.
«بشتغل من 6 سنين فى محل كشرى، بقشر 6 شوالات بصل
فى اليوم، الشوال فيه نحو 75 كيلو، لما إيدى بتتهرى وضهرى بيتكسر، بس
راضية والحمد لله ما هو أكل عيشى ولازم أستحمل». تحكى السيدة الستينية،
بداية نزولها للعمل لمساعدة زوجها: «اشتغلت لما جوزى كان تعبان بالكبد
وفيروس سى، مكانش له تأمين ولا حاجة، وكان لازم أصرف عليه، وأوفر فلوس
الدوا، وفضلت أجرى عليه لحد آخر نفس فى عمرى، ومن غير ما اشتكى وأمد إيدى
لحد، وكفاية دعواته ليا قبل ما يموت مقويانى وعايشة مستورة بيها لحد
دلوقت».
رغم إهمال أبناء «نوال» لها وانشغالهم عنها، ظلت
تدعو لهم براحة البال وزيادة الرزق، وقالت بصوت حزين وعينين لا تكفان عن
البكاء: «إيجار البيت غالى عليهم، ومش هاشيلهم فوق طاقتهم. كل واحد فيهم
بيشتغل على باب الله ومعاه عيال وأنا مش عاوزه أكون تقيلة على حد، خاصة إن
ستات عيالى ممكن يزعلوا ويقولوا: جايب أمك تقعد معانا عشان نأكلها.. كده
أحسن أنا بشتغل وراضية، والحمد لله المحل زود نص جنيه على يوميتى، وبقيت
بآخد 40 جنيه، وماينفعش أقعد فى يوم من الشغل».
ليست هناك تعليقات