أسباب سياسية وراء تسمية محلات مصر!
أسباب سياسية وراء تسمية محلات مصر!
تاريخ مصر اتغير جدا خلال الـ ١٠٠ سنة اللى فاتوا، وبالتالى اتغير معاهم أسماء حاجات كتيرة، منها أسماء المحلات.
فترة ١٨٨٠ - ١٩٥٣
فى ١٩٢٢ بعد
إعلان إلغاء الحماية البريطانية على مصر وتولى الملك فاروق الحكم، وبعد
المذابح اللى حصلت لليهود فى أوروبا فى أواخر القرن الـ ١٩، عاش فى مصر
حوالى ٨٠ ألف يهودى بيتكلموا عربى. وبعد افتتاح قناة السويس، وازدهار
التجارة، قدروا اليهود يشكلوا نخبة تجارية وثقافية فى المجتمع المصرى
الحديث. فـ برزت أسماء عائلات يهودية كانت مؤسسة لمعظم البيزنس والمحلات
القديمة اللى لسه موجودة لحد دلوقتى:
صيدناوى: أسس الأخوان سليم وسمعان شركة صيدناوى فى ١٩١٣، ووصلت فروع صيدناوى لـ ٧٠ فرع و ٦٥ مخزن فى مصر.
عمرو أفندى: فى سنة ١٨٥٦، أسس عمرو أفندى ظابط فى الجيش المجرى اسمه أودلف أوروذدى
Adolf Orosdi. ووقتها المحل كان اسمه أوروذدى باك فى شارع عبد العزيز
بالقاهرة. فى سنة ١٩٢١ اشتراها منه راجل يهودى غنى، وبعد كده إتأممت سلسلة
المحلات فى ١٩٥٧ فى عهد جمال عبدالناصر .واتخصخصت محلات عمر أفندى سنة
٢٠٠٤، ودلوقتى عدد فروعه بقوا ٨٢، و٦٨ مخزن.
شيكوريل:
فى سنة ١٨٨٧ اتأسس محل شيكوريل برأس مال يقدر بـ٥٠٠.٠٠٠ جنيه مصرى، على يد
مورنيو شيكوريل بعد ما هاجر من تركيا لمصر، واشتغل فيه ٤٨٥ موظف أجنبى،
و١٤٢ مصرى.
عائلة سيلفاتور:
أسس سيلفاتور سلامة شركته سنة ١٩٤٧ برأس مال ١٢٨.٠٠٠ جنيه مصرى. وكانت
الشركة بتنتج ٢٥٠ طن من الرز كل يوم. واحتكر اليهود صناعة السكر، واحتكرت
عائلة قطاوى صناعة الملح والصودا سنة ١٩٠٦.
إميل عدس:
كانت عائلة عدس من العائلات اليهودية المؤثرة فى الإقتصاد فى مصر، وأسسوا
شركتهم بحوالى ٧٥٠٠٠ جنيه، ونجحت المجموعة فى تأسيس كتير من العلامات
التجارية، زى بنزايون، وهد، وريفولى، وهانو، وده تزامن مع احتكار اليهودى
"إيزاك ناكامولى" تجارة الورق فى مصر.
عائلة موصيرى:
كبيرهم نسيم بك موصيرى، وفى ١٨٧٦ أسس أولاده الأربعة شركة "فنادق مصر
الكبرى"، اللى بنت فنادق كونتيننتال، ومينا هاوس، وسافوى، وسان ستيفانو.
وفيه أسماء
محلات فضلت متعلقة بالملكية زى: الوالى، والخديوى، وأفندينا، وبنت السلطان،
والمملكة، ومحمد على، وأسماء شعبية طلعت موضة وقتها زى: "التكية"
و"التكعيبة" و"الطبلية".
فترة ١٩٥٣ - ١٩٨١
من بعد ثورة ٢٣
يوليو ١٩٥٢، وحرب ٦ أكتوبر، وبناء السد العالى حصلت طفرة فى إقتصاد البلاد.
فـ كان من الطبيعى إن عملية تسمية المحلات تتأثر بأجواء الوطنية،
والقومية، والعروبة. فـ ظهرت محلات تحت أسماء "الجلاء، والعروبة، والنصر،
والحرية، والقومية، والوحدة، والجمهورية، والتحرير". وظهرت أسماء دول
وشخصيات بعينها ارتبط أصحابها بعلاقات قوية مع مصر وقتها. منها مثلا اليمن
وسوريا، ونهرو، وتيتو. أو تواريخ معينة زى٢٣ يوليو.
والمضحك فى الموضوع، إن حتى حاتى الملك غيـــر اسمه لـ حاتى الجيش. ماشى على مبدأ "عاش الملك، مات الملك".
فترة ١٩٨١- ٢٠١١
بعد اغتيال
الرئيس أنور السادات، وتولى حسن مبارك للسلطة، قدر يستعيد علاقات دبلوماسية
بين مصر ودول عربية مختلفة، ده غير المشاريع اللى افتتحها فى عهده. فـ
ظهرت محلات أسمائها بتعكس الفترة دى زى: الشعب، ومكة، ومصر والسودان،
وتوشكى، والسلام، والنصر و ٦ أكتوبر.
وبعد تعزيز
العلاقات بأمريكا، ظهرت أسماء محلات زى كوندوليزا رايس، والبيت الأبيض،
وشيكاجو. ومع العولمة، وبعد فترة الإنفتاح ظهرت محلات بأسماء غربية زى
الشانزليزيه، وبوتيك لندن، وباريس، وسامبا، وجيبسيز، وموناليزا، وتشاو.
ومع تدهور الحالة السياسية بعد ظهور الإخوان المسلمين مرة تانية، وتمكين
سيطرة الحزب الوطنى على البرلمان، ظهرت أسماء محلات زى إخوان، وقهوة الحزب
الوطنى، والتوحيد والنور. ومع زيادة إنتشار الفساد والفوضى، ظهرت أسماء
شعبية زى عبده تلوث، و ٢جنيه ونص، وزيزو نتانة، وهوهو، والبغل.
فترة ٢٠١١ - ٢٠١٤
بعد ثورة ٢٥
يناير، ظهرت محلات اسمها متعلق بالأحداث "الكتيرة" اللى حصلت زى: الثورة،
والتحرير، و٢٥ يناير، والشهداء، والعدالة. وبعدها مرسى مسك الحكم، فطلعت
أسماء محلات زى الفتح، والنور والهدى، والحرية والعدالة، والنهضة،
والإسلام. والوقت ده تزامن مع تفاقم الأزمة السورية ووصول اللاجئين لمصر،
ابتدينا نشوف محلات زى القمة الشامية، ودمشق، وبوابة حلب، وزهرة دمشق،
وسورى.
فترة ٢٠١٤ - وقتنا الحالى
بعد عزل مرسى
وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى ظهرت أسماء زى ٣٠ يونيو، وتحيا مصر، وتسلم
الأيادى، وبشرة خير. وظهر معاها أسماء محلات "معارضة" زى رابعة، وكفتة
الكفتة، والإيدز، وأثيوبيا.
ليست هناك تعليقات