مدحت محى الدين يكتب : مصر وفيلم " جعلونى مجرما "
مدحت محى الدين يكتب : مصر وفيلم " جعلونى مجرما "
مدحت محى الدين يكتب : مصر وفيلم " جعلونى مجرما "
أتذكر عزيزى القارىء فيلم " جعلونى مجرماً " بطولة الفنان الراحل " فريد شوقى " والذى جسد فيه شخصية رجل عمه تسبب فى ضياع مستقبله حيث اتهمه وهو طفل ظلماً بالسرقة وسجن بالإصلاحية وعندما خرج رفض أصحاب الوظائف توظيفه لأنه صاحب سابقة وسبق سجنه ولذلك صاحب رفقاء السوء حتى تعلم السرقة ثم توالت الأحداث حتى انتهى به الأمر لإرتكاب جريمة قتل ، الفيلم أوصل رسالة للمجتمع ليتعاطف مع أصحاب السوابق ، أوصى المجتمع بإحتضانهم حتى لا ينتهى بهم الأمر لإرتكاب جرائم أبشع والمجتمع بالفعل نفذ الرسالة وكانت النتيجة هى العكس ، انتشار أصحاب السوابق والمسجلين خطر فى مصر هو سبب البلاء والحالة البشعة من عدم الأمان الذى تعيشه مصر الآن .
معظم الجرائم وأبشعها الآن مرتكبيها مسجلين خطر واللذين أصبحوا منتشرين بكثرة ويتجولون براحتهم وسط البشر ليروعوا فى الآمنين وليمارسوا إجرامهم على الأطفال اللذين لا حول ولا قوة لهم وعلى السيدات وعلى الضعفاء عامة ، يعيثون فى الأرض فساداً ، يرتكبون الجرائم ويدخلون السجن ليقضوا مدة عقوبة معينة ثم يخرجون بعد إنتهائها أكثر إجراماً وتوحشاً فالسجن بالنسبة لهم لم يعد تهذيب وتأديب وإصلاح بل هو مدة زمنية ومكان يتعرفون فيه على أشباههم من المجرمين ليتعلموا كيف يطورون نفسهم للأسوأ وللأبشع ، الإرهاب الذى تشهده مصر حالياً ليس فقط إرهاب الجماعات المتطرفة بل هو إرهاب المسجلين خطر المنتشرين فى الشوارع بين الناس .
المجتمع فى الآونة الأخيرة أصبح يشهد جرائم يشيب لها الولدان تضرب الأمثال للعالم فى السادية والوحشية حتى حيوانات الغابة أصبحت أرحم من البشر أو اللذين نطلق عليهم بشراً ، ولكن ما الحل ؟ ، الحل بسيط وهو أمام أعيننا ولكن العديد لا يراه ، بما أن الدستور أقر أن الشريعة الإسلامية هى مصدر تشريع القوانين فدعنا نتأمل ما ينص عليه الشرع فى هذه الحالة ، الشرع فى هذه الحالة ينص على أنه لابد وأن يتم تطبيق حد الحرابة ، وحد الحرابة مذكور فى سورة المائدة الآية رقم 33 قال تعالى " إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم " صدق الله العظيم ، ومعنى الآية أن العقوبة على قدر الجريمة بمعنى أنه إذا كانت الجريمة قتل فقط فالعقوبة هنا القتل ، أما إذا كانت قتل مع سرقة فالعقوبة هنا القتل والصلب ، أما إذا كانت الجريمة سرقة مع ترويع دون قتل فالعقوبة تكون بقطع اليد والرجل ، أما إذا كانت الجريمة إرهاب الناس أو ترويعهم دون قتل أو سرقة فالعقوبة تكون بالنفى .
للأسف فى مصر القانون لا يطبق الحدود ولكن فى حالة المسجلين خطر أرى أنه لابد وأن يطبق حد الحرابة ، لماذا يُترك المسجلين خطر ليروعوا الناس بهذا الشكل ؟! ، بنفيهم وعزلهم سيكف أذاهم عن البشر ، إذا تم تطبيق حد الحرابة على المسجلين خطر فإن 90% من جرائم السرقة والتحرش والإغتصاب ستختفى لأنهم سيكونون عبرة لمن يفكر فى إرتكاب جريمة ، عندما تكون العقوبة رادعة سيفكر الإنسان مئات المرات قبل أن يرتكبها ، لابد وأن تتحلى مصر بالشجاعة والجرأة لتضرب بيد من حديد على كل المجرمين ليس فقط بالكلام والشعارات الرنانة ، نحن دولة قوانين للأسف مليئة بالثغرات ، ولابد أن نسد هذه الثغرات لكى يكون الأساس سليم حتى تستقيم البلاد ، أرجعوا مصر التى كانت آمنة وكانت عنوان الأمن والأمان واشطبوا فيلم " جعلونى مجرماً " من القاموس
ليست هناك تعليقات