أخبار الموقع

"شغلانة واحدة لا تكفي".. محمود عامل "محارة" الصبح و"مصور" بالليل قصة كفاح

"شغلانة واحدة لا تكفي".. محمود عامل "محارة" الصبح و"مصور" بالليل

اليوم PM 02:19
كتب: مها طايع
"شغلانة واحدة لا تكفي".. محمود عامل "محارة" الصبح و"مصور" بالليل
محمود
تكسو التشققات يديه إثر مواد الطلاء والبناء، ويرتدي ثيابا قديمة، يمسك بفرشاته "رولته"، ليطلي الحوائط ويزين الأسقف، وفي المساء، يتبدل الحال، ليتحول العامل البسيط إلى "كاميرا مان" بملابس أنيقة، يتجول بين المدعوين في الأفراح بكاميرته، ليلتقط اللحظات السعيدة الخالدة في عمر العروسين.
(محمود شحاته - 21 عامًا - طالب بآداب آثار جامعة المنصورة)، يبحث عن رزقه بين أعمال "البياض والمحارة"، للبيوت الآيلة للسقوط أو الراغبون لتجديد منازلهم، أوربما يجده بإحدى شقق المقبلين على الزواج، فيكون حظه من الأموال التي يتقاضها وفيرًا، استطاع به شراء "الكاميرا"، التي تجعله يقف بين أصحاب الحفلات ليلًا لالتقاط الصور.
فمنذ 7 سنوات، ترك محمود ألعابه، ليقرر أن يساعد والده في أعمال المحارة، حتى تقوى عظامه مثلما يوصيه والده، ويوضح: "بابا كان  دايما ياخدني معه اشتغل ولما كبرت وحبيت التصوير اعتمدت على نفسي واشتغلت أكتر عشان أجيب الكاميرا اللي بصور بيها"، موضحا أنه كان لديه ولع بالصور الفوتوغرافية منذ الصغر، فلم يتخلى عن طموحه حتى أثناء انشغاله بـ"المحارة".
ولم ينشغل ذلك الشاب العشريني، بالتنزه ليلا مع رفاقه، فكّرس وقته لممارسة هوايته في التصوير، وقليلا ما يذهب إلى جامعته، لارتباطه بمواعيد "الفوتو سيشن"، أو الحوائط التي تنظر لمساته الأخيرة عليها.
التمسك بمبادئ وأخلاقيات المهنة كعامل صباحًا، كان الهدف الأسمى لشحاته، فلم يشعر الإحراج إذا لاحظه البعض ليلًا وهو يلتقط الصور أو نهارًا وهو عامل، قائلا: "أنا أبويا علمني أن دي شغلانتنا اللي بناكل منها عيش.. وفي نفس الوقت بعمل اللي بحبه وبصور"، ليوضح أنه بدأ بتصوير أصدقائه بدون مقابل مادي، ثم احترف المهنة وأصبح "مصور فوتوغرافي" ولديه اسمًا في الأوساط الفوتوغرافية.
"أنا ماليش مكان وسط الناس اللي بتقعد على القهوة من غير شغل".. حيث عبر شحاته عن سعادته بعمله بمهنتين يجلب منهما أموال تساعده على تغطية أعباء حياته، دون الحاجة إلى والده، ليوضح "الشغل مش عيب.. العيب أن الشغل يكون قدامي واتكبر عليه".

ليست هناك تعليقات